بيان
دوريَّة جديدة…رؤية جديدة
كثيرة الأسئلة التي يمكن أن تُثار حول صدور دورية جديدة في عالم المخطوط العربي:
أولها: ما طبيعتها؟
وثانيها: ما وسيلتها؟
وأهمُّ من هذا وذاك سؤال (ثالث): ما هو مسوِّغها؟
وأخيرًا؛ لا آخِرًا (رابع): هل لها مكان في عالمنا اليوم (سواء الحقيقي أو الافتراضي) الذي يستغيث من الكثرة؛ بل الانفجار في كلِّ شيء، ودوريات المخطوطات (سواء كانت ورقية تمسك بها الأيدي، أو رقمية تسبح في السماوات المفتوحة) جزء من هذا العالم.
أسئلة مشروعة، وسنبدأ بالإجابة:
هذه الدورية: إخبارية خالصة، ترصد أخبار التراث والمخطوطات في (الدَّار) وفي العالم، عمودها الخبر، ولا مكان لغيره فيها. تصدر على رأس كلِّ ستَّة أشهر، فهي ابنة عصر المعلومات (الساخنة) التي أصبحت جزءًا من حياتنا عامَّة، وحياتنا الثقافيَّة والتراثيَّة خاصَّة.
والمستهدفون في هذه الدورية بالدرجة الأولى جميعُ المشتغلين في التراث وفي الحقول المعرفية للمخطوط العربي، ويلحق بهم الأكاديميون والمثقَّفون عمومًا. وهي تهدف إلى تعميم أخبار التراث والمخطوطات في البيئات العلمية والثقافية في سياق نشر الوعي بثقافة التراث وثقافة المخطوط.
ومن المؤمَّل أن تضطلع هذه الدورية بدورٍ مهمٍّ في التنسيق العلمي والتكامل المعرفي والتواصل الثقافي بين المشتغلين في التراث والمخطوطات بصورة غير مباشرة، من خلال اطِّلاعهم على أخبار التراث فيها.
وهي رقمية، تستخدم تقنيات العصر السريعة والنافذة؛ لتصل إلى المستهدفين وغيرهم لحظة صدروها، فتفتح لهم الآفاق، وتقرِّب لهم البعيد.
لكنَّ السؤالين، سؤالَي المسوّغ والمكان، هما السؤالان الحاسمان، ما الجديد الذي يمكن أن تحمله؟ وما الذي سيميِّزها من الدوريات الإخبارية العديدة التي تصدر عن مؤسسات رسمية، وجمعيات خاصة، ومجموعات من المعنيِّيْنَ بالشأن التراثي.
لقد أردنا من هذا المولود الجديد أن يكون (أثرًا) يُعْنَى بقصِّ حَراك المخطوط العربي في كلِّ مكان في العالم، وما حَراكنا (حَراك الدَّار) إلا جزء من هذه الصورة التي نسعى إليها.
وأردناه أن يكون (أثرًا) فردًا، لا يكرِّر ولا يَسْتنسِخ، في رؤيته ونهجه ومادَّته وصياغته.
وأردناه أن يكون (أثرًا) فعَّالًا، يجاوز القصَّ -على أهميته- إلى الإحكام؛ إحكام الخبر، فمن وجهة نظرنا: أهمُّ من الخبر تاريخُه وآفاقه، ولذلك فإننا نتقصَّد أن نحيط الخبر بماضيه الذي كان، وبما يستدعيه أو يترتَّب عليه، أو ينبغي أن يكون له أو عليه.
كلُّ ذلك بلغة قريبة مباشرة ومحكَمة، ولقد جمعنا هذا الذي نقول في العنوان (أثر) الذي يشير إلى مجال اهتمامنا، فما المخطوط إلا أثر، أثر من الماضي، ثم إننا نريد من رعايته أن يكون ذا أثر في الحاضر والمستقبل، وفي الشعار (نقصُّ الأثر، ونُحكِم الخبر) الذي يشير إلى وظيفة دوريتنا (الإخبارية) ونهجها (الإحكام) في عرضه وتقديمه.
والدوريَّة شطران كبيران: شطر لأثر (الدَّار)، وشطر لأثر العالَم.
يصنَّف ما يكتب تحت (أثر الدَّار) في أربعة عناوين جامعة: المرصد (الحدث، الحصاد، الأثر القادم، المفكِّرة)، أخبار الكتب (الإصدارات، الخزانة)، تواصل (اتصالات، أصداء، زوَّارنا)، تفاعل (بادرة، الدَّار في، أعلام الدَّار)
الأثر الذي كان: تركيز على الحدث الأبرز في الأشهر الستَّة الماضية، يعطى مساحة واسعة، ويُدخَل في تفصيلاته.
الحصاد: يرصد نشاطات (الدَّار) كلَّ ستَّة أشهر، في صورة عناوين تحتوي ملخصات وتواريخ وأرقام.
الأثر القادم: تركيز على الحدث المهمِّ الذي تعدُّ له الدَّار، ويعطى مساحة واسعة، ويدخَل في تفصيلاته.
المفكِّرة: تستشرف قائمة النشاطات في الشهور القادمة.
الإصدارات: عرض وتحليل مركَّز لكلِّ ما يصدر عن الدَّار.
الخزانة: رصد ما يضاف إلى الدَّار من مجموعات المخطوطات الرقمية، والكتب المطبوعة والدوريات، كان ذلك عن طريق الإهداء أو التبادل أو الشراء.
اتصالات: رصد الاتصالات التي قامت بها (الدَّار) مع جهات أخرى وأفراد، وما يؤمَّل منها، والآفاق التي ترمي إليها.
أصداء: ما يقال عن الدَّار ونشاطاتها على الورق وفي المواقع وفي وسائل التواصل وغير ذلك.
زوَّارنا: توثيق الزيارات المهمَّة للدَّار بالكلمة والصورة.
بادرة: إلقاء أضواء كاشفة على أي بادرة تصدر عن (الدَّار)، على مختلف أصعدة نشاطاتها.
الدَّار في: رصد مشاركات (الدَّار) في مختلف الفعاليات من مؤتمرات وندوات ومعارض ومختلف المناسبات.
ويصنَّف ما يكتب تحت (أثر العالم) في أربعة عناوين جامعة:
نشريات: وتضمُّ: تحقيقات جديدة، إصدارات تراثية، رسائل جامعية، سيصدر قريبا.
أخبار: اجتماعات ولقاءات، مناسبات، أخبار المؤسسات، جديد التراثيين.
جماعة التراث: أعلام، وفيات.
فعاليَّات: مؤتمرات وندوات، دورات، محاضرات، معارض.
والله -تعالى- من وراء القصد دائمًا.